كتب الزميل جلال بعينو في جريدة الديار اللبنانية حول نادي الحكمة تحت عنوان: نادي الحكمة "الجريح" في مهب الريح... الحكماويون مصدومون: فريقهم في المركز السابع!!! ما ياتي:
دخل نادي الحكمة مجدداً في "عين العاصفة" من خلال أمرين اثنين.الأمر الأول الانقسام الكبير المستجد داخل عائلة النادي البيروتي الأخضر قبل ايام قليلة على "الانتخابات بمن حضر" بعدما لم يتأمن النصاب القانوني في الجلستين الأولى والثانية في ظل تبادل الحملات العنيفة بين الطرفين المتصارعين وكأنه كُتب على النادي البيروتي ان يعيش كواقع الوضع في لبنان اي تفجيرات ومشاكل من وقت الى آخر تهدأ حيناً وتلتهب حيناً آخر لكنها لا تزول وسط صمت مطبق من المرجعية الروحية للنادي التي تشاهد "الاقتتال الداخلي"بين الأخوة وتكتفي بالمراقبة او بموقف عابر والتجارب السابقة ما زالت ماثلة في الأذهان.فنادي الحكمة يواجه الألغام بالجملة وخاصة منذ استقالة الرئيس التاريخي الراحل انطوان شويري في خريف العام 2004 بعدما ترأس النادي بنجاح منذ العام 1992 وحقق معه ألقاب محلية واقليمية وعربية وقارية طوال 12 عاماً.ومع استقالة الشويري ، عانى النادي من مشاكل بالجملة ولم ينجح اصحاب القرار في رأب الصدع والضرب بيد من حديد وفق مقولة "الأمر لي" بل كانت "حرب الالغاء" دائرة بين العائلة الواحدة ولا من يتدخّل بصورة فعالة سوى من قلّة من سعاة الخير ومن بينهم الرئيس السابق للنادي جورج شهوان.
غياب الألقاب
ومع مرور العهود في النادي غابت الألقاب عن النادي الاخضر منذ العام 2005 عندما احرز النادي لقب بطولة غرب آسيا التي جرت في الأردن آنذاك وغابت بعدها الالقاب المحلية والخارجية عن نادي الحكمة حتى انفرجت اسارير الحكماويين مع احراز النادي لقب دورة دبي الدولية منذ نحو عشرة ايام.واعتقد البعض ان اللقب سيوحّد الحكماويين لكن العكس كان هو الصحيح لأن اللقب لم يأت ليوحدهم بل ازدادت المشاكل والانقسامات فعادت قضية جوليان خزوع الى الواجهة الاعلامية.وبعدما اعتقد الكثيرون ان الاجتماع الذي تم منذ اسبوعين وضم رئيس لجنة الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة ورئيس القطاع الرياضي في القوات اللبنانية بيار كاخيا والرئيس المستقيل لنادي الحكمة "الجنتلمان" نديم حكيم وامين سر النادي "الهادئ" جوزيف عبد المسيح حيث تم الاتفاق على تشكيل لائحة توافقية موحدة لخوض الانتخابات لتأتي الانتخابات بالتزكية برضا جميع الأطراف. لكن يبدو ان البعض لم يكن راضياً عن الاتفاق فـ"خربطه" وهذا البعض يتحمّل مسؤولية الشرخ الحاصل حالياً مع العلم ان الرئيس الفخري لنادي الحكمة الأب جان بول ابو غزاله صرح مراراً وتكراراً انه "مع اجراء انتخابات ديموقرطية" في ما يبدو انه نعي لأي تسوية او لأي تزكية...
المركز السابع!!
والأمر الثاني يتمثّل بتدهور نتائج فريق كرة السلة الذي تلقى خسارتين متتاليتين بعد احراز دورة دبي امام نادي التضامن في مجمع نهاد نوفل وامام نادي الشانفيل على ملعب نادي غزير الجمعة الفائت.فالجمهور الذي تسمّر امام الشاشة الصغيرة لحضور المباراتين وخاصة المباراة ضد الشانفيل التي اجريت من دون جمهور حيث وُضعت شاشة عملاقة في الباحة الخارجية لنادي غزير ساده الاحباط بعد الخسارتين حيث يقبع النادي الأخضر في المركز السابع باربعة انتصارات وسبع خسارات(!!!!!) وهو أمر لم يعرفه النادي منذ صعوده الى مصاف اندية الدرجة الأولى في العام 1994 حيث احرز يومها اللقب في موسمه الأول في "دوري الاضواء".
ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام يخرج بانطباع من دون أي شك ان الأمور تسيرنحو مزيد من الشرخ بين المعنيين بالانتخابات وعشاق النادي الأخضر المستائين مما يجري في ناديهم من انقسام .فالبعض مع القوات اللبنانية والبعض الآخر مع التيار الوطني الحر في حكاية "حليمة التي عادت الى عادتها القديمة" ما زالت هي نفسها على الرغم من "الزواج الماروني" الحاصل في 18 كانون الثاني الفائت بين قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وزعيم التيار الوطني العماد ميشال عون.ويبدو ان "هذا الحلف المستجد" لم ينسحب على نادي الحكمة الذي يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه .فأي مباراة للحكمة لا يحضرها الا قلّة نادرة من المرشحين وسنكون منصفين: لم نر في الآونة الأخيرة في المباريات سوى مارون غالب في ظل معلومات مؤكدة تفيد أن المدرب فؤاد ابو شقرا يدعم بقوة لائحة غالب لأنه يعلم انه وفي حال فازت اللائحة المنافسة لغالب فسيكون ابو شقرا "خارج القلعة الخضراء".وفي هذا الاطار يقول مصدر شبه موثوق ان مفاوضات بعيدة عن الاضواء تجري مع مدرب نادي الشانفيل غسان سركيس للعودة الى "القلعة الاخضر" في حال رحيل ابو شقرا الذي يمسك بمفاتيح اللاعبين خاصة البارزين في الفريق مع تأخر في دفع الرواتب(ثلاثة أشهر)...
***
نادي الحكمة "الجريح" يترنّح وعشاقه يتحسرون على الوضع الذي وصل اليه ناديهم ادارياً وفنياً مع مركز متأخر في الترتيب .وربما تجدر الاشارة الى ان الولي الروحي للنادي سيادة المطران بولس مطر والرئيس الفخري الأب جان بول ابو غزاله قادران على حسم الأمور باتجاه التهدئة والا فالأمور سائرة نحو مزيد من التدهور بعكس جميع اندية الدرجة الأولى التي تعيش الاستقرار الاداري والمادي مثل اندية الرياضي وهومنتمن وهوبس وبيبلوس والتضامن والمتحد واللويزة والشانفيل....
نداء الى سيادة المطران بولس مطر والى الأب ابو غزاله للتدخل ومعالجة الأمر بين ابناء"الرعيّة" الواحدة والا فان نادي الحكمة سائر نحو المجهول وفي "مهب الريح" خاصة ان الكثيرين يعتبرون نادي الحكمة "جسر عبور " لغايات سياسية وبلدية واختيارية نظراً للثقل الذي يمثله النادي خاصة في الاشرفية -الرميل- الصيفي.